سياسة التمكين من الحقوق الثقافية كمدخل للأمن الثقافي

Abstract

إن ارتباط قضايا التعددية الثقافية بالعولمة يطرح تناقضا بين مشروع العولمة باعتباره ذا توجه كوني نحو الوحدة والتماثل أي فكرة تنميط العالم وبين رد الفعل الحاد من ثقافات الشعوب والأفراد أي ما يسمى بالهويات الثقافية.مما يعني أن مسار العولمة لم يؤكد فرضية تجاوز بقايا الانتماءات اللاعقلانية بل على العكس من ذلك بعث الشعور القومي وأيقظ النزاعات العرقية بشكل حاد، الأمر الذي يزيد من القوى الارتكاسية داخل الدولة ويقضي على موارد التضامن بين المواطنين فالتناسق الثقافي الوطني أصبح مهددا من الداخل والخارج . تجادل الورقة المقدمة بإمكانية رسم سياسة تسمح بتمكين الفرد من حقوقه الثقافية واعتبار ذلك مدخل لتحقيق الأمن الثقافي وذلك من خلال تحديد الفواعل والأدوار المنوطة لها في اطار تفاعلي يسمح بتجاوز فكرة صناعة المفاهيم وتنميط الثقافة العالمية.غير أن مدى نجاح سياسة التمكين من الحقوق الثقافية في تحقيق الأهداف المرتبطة بالأمن الثقافي تتحكم فيه مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية والتي تستدعي الاسراع في وضع نظام لليقظة الثقافية بامكانه رصد واستشعار التهديدات والفرص التي من شأنها أن تعيق أو تعزز عملية تلبية الحاجات الثقافية. The association of issues of multiculturalism with globalization presents a contradiction between the project of globalization as being globally oriented towards unity and symmetry, i.e. the idea of stereotyping the world and the sharp reaction of the cultures of peoples and individuals, i.e. so-called cultural identities. Patriotism has become threatened from home and abroad. The paper argues that a policy can be developed that allows the individual to be empowered by his cultural rights and that this is an entry point for cultural security by identifying the axes and roles assigned to them in an interactive framework that allows for the idea of conceptualization and the development of global culture. Hinders or enhances the process of meeting cultural needs.